وقعت الدولة المصرية بحضور رئيس الحكومة وبعض الوزراء مساء يوم الجمعة الموافق 23 فبراير 2024م، بمقر مجلس الوزراء المصري في العاصمة الإدارية الجديدة، اتفاقية مشروع استثماري مشترك مع الشركة أبو ظبي التنموية القابضة ش.م.ع. بدولة الإمارات العربية.

وتهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير مدينة رأس الحكمة، وهي إحدى أهم المناطق الاستراتيجية ضمن المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية في مصر، وتقع في نطاق الساحل الشمالي الغربي للبحر المتوسط بمقومات تنموية شاملة وعديدة، بما يجعلها منطقة رائدة سياحيًا واستثماريًا وعمرانيًا ومركزًا عالميًا للسياحة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

وأعلنت رئاسة الوزراء عن تفاصيل هذه الصفقة الاستثمارية على لسان رئيس الوزراء، وذلك بأن الشق المالي للصفقة يتضمن 35 مليار دولار أمريكي يتم ضخ 24 مليار دولار منها كسيولة مادية في خلال شهرين، ومن المتوقع أن يصل حجم الاستثمار الإماراتي إلى 150 مليار دولار على مدار المشروع، وتم الاتفاق أيضًا على أن تحصل مصر على 35% من عوائد المشروع وأن يحصل الجانب الإماراتي على 65%، وتعد هذه الصفقة هي الأكبر في تاريخ مصر من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر الذي تسعى الدولة المصرية إلى دعمه والعمل على زيادة تدفقاته من النقد الأجنبي باستمرار.

ويعد مشروع رأس الحكمة هو الشراكة الأضخم على الإطلاق بين مصر والإمارات على مساحة 170.8 مليون متر مربع. ويستهدف المشروع أن تكون رأس الحكمة مدينة عالمية تستقطب نحو 8 ملايين سائح إلى مصر سنويًا، على أن يتم إنشاء مطار دولي جنوب المدينة، ويتضمن المشروع أيضًا إقامة أحياء سكنية وفنادق ومنتجعات عالمية ومنطقة حرة خدمية للمال والأعمال.

وأضاف محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة أبو ظبي التنموية القابضة:

"تعتبر الشركة الاستثمارية القابضة (ADQ) شريكًا استثماريًا على المدى الطويل لجمهورية مصر العربية، ولقد أثبتت تجربتنا الفريدة قدرتنا على انتقاء استثمارات نوعية تتماشى مع إطارنا الاستثماري وتعود بالنفع على الاقتصاد الوطني. ويأتي الاستثمار في مدينة رأس الحكمة ضمن التزامنا بتحويل هذه المدينة إلى واحدة من أهم الوجهات الساحلية الفاخرة والأكثر جاذبية في مصر والعالم عبر تمكين مشاريع التطوير والبنية التحتية الحيوية، وذلك من خلال العمل مع شركاء مثل مدن العقارية ومجموعة طلعت مصطفى، لخلق فرص عبر قطاعات متعددة في الاقتصاد المصري المتنوع."

كذلك أعلن حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، تفاصيل من مشروع رأس الحكمة الذي كان محورًا لاهتمام مجتمع الأعمال المصري في غضون الأيام الأخيرة، وأكد هيبة على أن تحالفًا إماراتيًا قد نجح في الفوز بالمشروع من بين عدة تحالفات دولية قدمت مقترحات للمشروع، وأن حجم المشروع كبيرًا، وسيوفر فرصًا عديدة لمشاركة شركات ومستثمرين مصريين ضمن هذا التحالف.

قد أشار هيبة إلى أن الحكومة المصرية تعتبر هذا المشروع نموذجًا للمشاريع ذات الحجم الكبير التي من المتوقع أن تشكل اتجاهات سوق الأعمال المصري خلال الفترة القادمة، ثم أشار أيضًا إلى أن الاستثمارات الأولية في هذا المشروع الضخم قد تتجاوز 22 مليار دولار أمريكي.

ووفقًا للتقارير، سيتم تمويل قيمة الصفقة من إمارة أبو ظبي، مع تكليف شركة إعمار العقارية بتنفيذ وإدارة المشروع.

تُعتبر هذه التصريحات إعلانًا أوليًا من مسؤول مصري رسمي يؤكد على وجود استثمارات أجنبية متوقعة في مشروع رأس الحكمة، بعد أسابيع من تداول المعلومات ذات الصلة في الشارع المصري.

وجدير بالذكر؛ أن مدينة "رأس الحكمة" تقع على رأس ساحل البحر المتوسط، وتمتد شواطئها من منطقة "الضبعة" على طول الطريق الساحلي الشمالي الغربي حتى مدينة مطروح التي تبعد عنها 85 كيلو مترًا. كما تُعتبر رأس الحكمة منطقة محورية لمستقبل صناعة السياحة في مصر نظرًا لموقعها الاستراتيجي، ويعود مشروع تطوير المدينة إلى نحو 50 عامًا.

بيدّ أن الهدف هو تحول مدينة رأس الحكمة إلى واحدة من أبرز وجهات السياحة في العالم، على غرار مدينة العلمين الجديدة، نظرًا لقربها من مطار العلمين الجديدة. من المتوقع أن تجذب المدينة ملايين السياح من جميع أنحاء العالم بشواطئها الدافئة في فصل الشتاء. كما تمتد المدينة الجديدة على طول شريط ساحلي يبلغ 4 كيلو مترات وتصل عمقًا إلى 4 كيلو مترات.

إعداد/


فريق عمل راجي وشركاه



Enter your text here...




احجـز موعــدك الآن